سياسة عربية

جدل بالأردن حول إغلاق المساجد في ظل رمضان وكورونا

مددت وزارة الأوقاف بالأردن إغلاق المساجد طيلة شهر رمضان- جيتي
مددت وزارة الأوقاف بالأردن إغلاق المساجد طيلة شهر رمضان- جيتي

كرر وزير الأوقاف والشؤون الدينية بالأردن محمد الخلايلة في أكثر من مناسبة الحديث عن قرار إغلاق المساجد بغرض الحد من تفشي فيروس كورونا، وسط جدل وتباين في الآراء حول القرار.

ومؤخرا، مددت وزارة الأوقاف إغلاق المساجد طيلة شهر رمضان، بعدما رهنت القرار بتوصيات اللجنة الوطنية للأوبئة، بحسب ما جاء في بيان للوزارة نشرته عبر صفحتها الرسمية على "تويتر".

 

 

وكانت الوزارة قد بدأت في الرابع عشر من آذار/مارس الماضي بالإيعاز لجميع العاملين في المساجد والمصليات بإيقاف الصلاة فيها، كإجراء احترازي ووقائي للحفاظ على المصلين من انتقال العدوى.

وعلى خلفية الجدل الحادث حول إغلاق المساجد، هاجم الوزير الخلايلة من بدر منهم "فحش في الكلام واتهام نيات أصحاب قرار إغلاق المساجد"، وذلك خلال لقاء متفلز مع القناة الأردنية الرسمية.

 

وتابع: "وكأننا تعمدنا إغلاق المساجد لذات الإغلاق. بل نجتهد في الحفاظ على صحتكم وحياة الناس.."، مؤكدا أن المساجد ستبقى مغلقة إلى نهاية شهر رمضان.

 

 

وخلال خطبة الجمعة الموحدة مطلع أيار/مايو الحالي، التي نشر نصها موقع "المملكة"، أعاد الخلايلة التأكيد على "ضرورة ترك المساجد مغلقة، حتى لا نساهم في نشر المرض والأوبئة بين الناس، ونكون قد أفسدنا في الأرض، ويكون القرآن حجة علينا يوم القيامة".

وقال: "من ساهم في نشر الأوبئة بين الناس عامدا متعمدا دون الأخذ بالأسباب فقد أفسد في الأرض".

 

وأشار إلى أن "البعض ممن يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشتم الناس يخالف ديننا الحنيف الذي لا يقر شتم الناس ولا يسمح بالاعتداء عليهم حتى ولو بكلمة"، مشيرا إلى أن "المطالبة بفتح المساجد الآن ما هو إلا محاولة لتعريض حياة الناس لخطر انتشار المرض، ويجب علينا الالتزام، بالتعليمات الصحية التي تؤكد البقاء في البيوت، وإقامة الصلاة فيها".

والأسبوع الماضي، طالب نقيب الأطباء الأردني الدكتور علي العبوس، وزير الأوقاف بالإسراع في فتح المساجد في كافة أنحاء المملكة.


وقال العبوس خلال لقاء متلفز مع قناة "الحقيقة"، إنه لا يوجد مبرر طبي للاستمرار في إغلاق المساجد حتى اللحظة، مبينا أن المناخ بالإضافة للإجراءات الحكومية ساهما في السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

وأضاف العبوس أنه لا تأثير طبيا على ذلك، والوضع الوبائي في الأردن بخصوص انتشار فيروس كورونا المستجد ومرض كوفيد-19، وضع مطمئن.

 

 

 

 

في المقابل، نشرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" آراء مختصين مؤيدين لقرار الإغلاق، مؤكدين أنه يساهم في منع تفشي الوباء.

ونقلت عن عميد كلية الشريعة بجامعة اليرموك الدكتور أسامة الفقير قوله: "إن قرار إغلاق المساجد جاء حفاظا على النفس الإنسانية وهذا مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية فيه مصلحة عامة للمجتمع بأسره".

 

وفي الوقت ذاته دعا الفقير وزارة الأوقاف إلى إيجاد آلية لفتح المساجد خلال الأيام المقبلة ضمن ضوابط معينة، إلى جانب السماح بفتح مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد لبث خطبة الجمعة والابتهالات والأدعية الدينية، لإضفاء الأجواء الإيمانية والروحانية لشهر رمضان المبارك.

 

وأوردت قول اختصاصي الأمراض الصدرية والحثيثة الدكتور عمر خريسات: "إن السبب الرئيسي لإغلاق المساجد وأماكن التجمع الأخرى، هو التواصل المباشر، أي الجلوس مع شخص عن قرب لمسافة أقل من متر ولفترة زمنية تزيد على 10 دقائق، وذلك ما يتحقق في المساجد والمدارس والجامعات، وهو ما يختلف عن التجمعات الأخرى، في مدة فترة التواصل".

 

اقرأ أيضا: مرصد : السوق الأردني سيخسر ما يقارب 140 ألف وظيفة دائمة

وأضاف أنه "لا يمكن ضمان التزام المصلين بالإجراءات الوقائية الضرورية، من لبس الكمامات والقفازات والتعقيم"، لافتا إلى "ضرورة وقوف أشخاص خارج المسجد لتعقيم المصلين قبل دخولهم للمسجد، فضلا عن صعوبة تعقيم سجاد المسجد بعد كل صلاة".

 

من جانبه، عبّر استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور فارس البكري، عن تقديره للإجراءات التي اتخذتها الحكومة ومنها إغلاق المساجد في ظل الظروف التي يعيشها العالم بسبب جائحة كورونا.

 

وعزا استمرار الإغلاق المؤقت للمساجد، إلى صعوبة تطبيق التباعد الاجتماعي (الجسدي) بين المصلين، ولا يمكن ضمان التزام الجميع بهذا الأمر، لافتا إلى ضرورة التعلم والاستفادة من تجارب دول أخرى في هذا المجال، حيث كانت دور العبادة أحد البؤر لتفشي هذا الوباء.

 

وأكد البكري أن الخوف الحقيقي من فتح المساجد يكمن في احتمالية تواجد أشخاص يحملون المرض ولا تظهر عليهم أعراضه، فضلا عن تواجد الفيروس على أسطح وأرضيات وسجاد المسجد، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال العدوى للمصلين.

 

وأشار إلى أن طبيعة المساجد هي أماكن مغلقة وقد لا تتوافر فيها التهوية المناسبة، وأن انتقال الفيروس للمصلين بالمسجد لا يتوقف عندهم بل قد تؤدي إصابتهم إلى انتقال الفيروس لعائلاتهم وللمجتمع، لافتا إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر مع بدء إجراءات فك الحظر واختلاط الناس حتى لا يعود الوباء.

التعليقات (0)