صحافة دولية

FT: وفيات كورونا عالميا قد تكون 60% أكثر مما هو معلن

لحساب الزيادة في عدد الوفيات قامت الصحيفة بمقارنة إحصائيات الوفيات خلال أسابيع التفشي مع معدلها في السنوات الماضية- جيتي
لحساب الزيادة في عدد الوفيات قامت الصحيفة بمقارنة إحصائيات الوفيات خلال أسابيع التفشي مع معدلها في السنوات الماضية- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تحليلا لإحصائيات وفيات فيروس كورونا المستجد في 14 بلد، أعده الصحفيون "جون بيرن ميردوخ" و"فالانتينا رومي" و"كريس جايلز"، خلصوا فيه إلى إن الوفيات بسبب الجائحة، عالميا، قد تكون 60 بالمئة أكثر مما هو معلن.


وتظهر إحصائيات التحليل 122 ألف حالة وفاة في تلك الدول مجتمعة، فيما المعلن عنه رسميا لا يتجاوز 77 ألف حالة وفاة.


وإذا عكسنا هذه النسبة على مستوى العالم يصبح مجموع عدد وفيات الجائحة 318 ألفا، بدلا من 201 ألف المعلن عنه رسميا، حتى إعداد التحليل.


ولحساب الزيادة في عدد الوفيات قامت الصحيفة بمقارنة أرقام الوفيات خلال أسابيع التفشي في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل مع معدل الوفيات في الفترة نفسها بين عامي 2015 إلى 2019.

 

وتعكس الـ122 ألف وفاة زيادة قدرها 50 بالمئة مقارنة بالمعدل التاريخي في المناطق التي تمت دراستها.


وفي كل البلدان التي تمت دراستها، باستثناء الدنمارك، فإن الأرقام الرسمية لوفيات كورونا لا تعكس الزيادة في معدل الوفيات السنوي.

 

وتعتمد دقة إحصائيات الوفيات على مدى فعالية برامج الفحص في تلك البلدان لتأكيد الحالات، وبعض البلدان، بما فيها الصين، قامت بمراجعة إحصائيات الوفيات بسبب المرض.


وبحسب تحليل "فايننشال تايمز"، فقد ارتفع عدد الوفيات بشكل عام ينسبة 60 بالمئة في بلجيكا و51 بالمئة في إسبانيا و42 بالمئة في هولندا و34 بالمئة في فرنسا خلال فترة الجائحة مقارنة مع نفس الفترة في السنوات السابقة.


وبعض تلك الوفيات قد تكون بأسباب أخرى غير "كوفيد-19"، حيث يتجنب الناس المستشفيات للعلاج من أمراض أخرى. ولكن الزيادة في الوفيات كانت حادة في المناطق التي عانت من تفش كبير للفيروس، ما يشير إلى أن معظم هذه الوفيات هي بسببه، وليست مجرد آثار جانبية للإغلاقات.


وتنقل الصحيفة عن "ديفيد سبيغلهولتر"، أستاذ الإحصاء والفهم العام للخطر في جامعة "كامبريدج"، بأن الإحصائيات اليومية في المملكة المتحدة، مثلا، كانت "متدنية جدا"، لأنها تشمل فقط وفيات المستشفيات.


وقال: "إن المقارنة الوحيدة غير المتحيزة التي يمكنك القيام بها بين الدول المختلفة هي بالنظر إلى الوفيات الناتجة عن أي اسباب .. هناك العديد من الأسئلة حول الارتفاع الذي شهدناه في الوفيات التي لم تتضمن كوفيد على شهادة الوفاة، ومع ذلك تشعر أنها لا بد أن تكون متعلقة بالوباء بشكل أو بآخر".

 

اقرأ أيضا: أزمة إيطاليا لم تبدأ بـ"كورونا".. هذا ما كان يحدث لسنوات

 

والوفيات الزائدة هي الأكثر وضوحا في المناطق المدنية حيث تفشي الفيروس هو الأسوأ، وأربكت تماما آليات إعداد التقارير. وهذا الأمر مقلق بالذات بالنسبة للبلدان النامية، حيث الوفيات الزائدة أكبر بكثير من الأرقام الرسمية لوفيات فيروس كورونا

 

ففي منطقة غواياس في الإكوادور، لم يبلغ رسميا عن سوى 245 حالة وفاة بمرض كوفيد-19، بين 1 آذار/ مارس و15 نيسان/ أبريل، ولكن البيانات تظهر وقوع 10 آلاف و200 وفاة زائدة خلال هذه الفترة عن معدل وفيات السنوات الماضية – وهذه زيادة بنسبة 350 بالمئة.


وفي منطقة لومباردي الشمالية في إيطاليا، التي كانت قلب أسوأ تفش في أوروبا، هنالك أكثر من 13 ألف حالة وفاة زائدة على الإحصائيات الرسمية السنوية في 1700 بلدية توفرت بياناتها. وهذه زيادة 155 بالمئة عن المعدل التاريخي للوفيات وأكبر بكثير من حالات الوفاة الـ4348 التي أبلغ عنها رسميا.

 

وسجلت المنطقة المحيطة بمدينة بيرغامو الايطالية أسوأ زيادة على المستوى الدولي حيث كان هناك وصلت نسبة الارتفاع في الوفيات عن المستويات العادية 464 بالمئة.


وفي العاصمة الإندونيسية جاكرتا، تظهر بيانات الدفن زيادة بواقع 1400 عن المعدل التاريخي لنفس الفترة – وهذا أكبر من الرقم الرسمي بـ 15 مرة الذي هو 90 وفاة بسبب كوفيد-19 لنفس الفترة.


والتحدي ليس محصورا على الدول النامية. ففي انجلترا وويلز، كان عدد الوفيات في الأسبوع المنتهي بتاريخ 10 نيسان/ إبريل هو الأكبر خلال قرن. وكانت النسبة 76 بالمئة أكبر من معدل نفس الأسبوع على مدى الخمس سنوات الماضية وعدد الوفيات الزائدة أكثر بنسبة 58 بالمئة من الإحصائية الرسمية لوفيات كوفيد-19 لنفس الفترة.


وتنقل الصحيفة عن ديفيد ليون، أستاذ علم الأوبئة في كلية الطب الاستوائية بجامعة لندن قوله: "إن أردنا أن [نفهم] الطرق التي تجاوبت معها الدول المختلفة للجائحة وكيف أثرت [الجائحة] على صحة الشعب فإن أفضل طريقة هي عد الوفيات الزائدة".


وقد حذر الخبراء من النقص في الإبلاغ على وفيات كوفيد-19 في بيوت المسنين، والذين هم معرضون بشكل أكبر للتأثر بالفيروس. وقالت أديلينا كوماس-هيريرا، الزميلة الباحثة في مركز سياسة الرعاية وتقييمها التابع لكلية الاقتصاد في لندن: "يبدو أن القليل من الدول هي التي تقوم بإجراء الفحوص في بيوت المسنين بشكل ممنهج للعاملين أو المقيمين".


وحتى تلك الأرقام التي تحسب الفروق مع المعدلات السنوية، فهي أيضا قد تكون متحفظة، بحسب التحليل، حيث أن الإغلاقات تعني أن "الوفيات من حالات كثيرة مثل حوادث السير وحوادث العمل ربما تكون قد انخفضت"، بحسب ماركيتا بيكهولدوفا، الأستاذة المساعدة للديموغرافيا بجامعة الاقتصاد في براغ.

التعليقات (0)