ملفات وتقارير

ما رسائل الاحتلال من تصعيد انتهاكاته بالأقصى في رمضان؟

اقتحم مئات المستوطنين اليهود الأحد المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال- جيتي
اقتحم مئات المستوطنين اليهود الأحد المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال- جيتي

تصاعدت اقتحامات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، واقتحم مئات المستوطنين اليهود الأحد المسجد تحت حماية شرطة الاحتلال، بمناسبة ما يعرف بذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة.


واعتدت قوات الاحتلال على المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى الذين حاولوا التصدي للمستوطنين، فيما منعت من هم خارج المسجد من دخول بواباته، وتتزامن اعتداءات الاحتلال مع أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، "والتي يعتبرها المسلمون خير الأيام وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر".


وحول رسائل تصاعد اعتداءات الاحتلال واقتحاماته للأقصى، يقول الباحث المتخصص في علوم القدس عبد الله معروف إن "الاحتلال وتحديدا حزب الليكود يحاول من خلال هذه الإجراءات زيادة حظوظه في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، فهي مسألة انتخابية بحتة".


ويضيف معروف في حديث لـ"عربي21" أن "الليكود يحاول أن يظهر بالجهة القوية التي تحافظ على المصالح الإسرائيلية، ولذلك فإنه يهدف إلى مغازلة الجماعات اليمينية المتطرفة، لكسب نقاط منها على حساب ليبرمان، وهذه هي النقطة الأساسية التي يحاول الاحتلال تحقيقها في هذه المرحلة".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يقتحم الأقصى ويطلق النار على المعتكفين (شاهد)


ويوضح أن "تنفيذ اقتحامات اليوم تأتي ضمن المزايدة الانتخابية، لأنها أهم الأيام المرتبطة بالقدس في التقويم العبري، والجماعات المتطرفة حولت الموضوع إلى مسألة مصيرية في الانتخابات المقبلة، لذلك فقد حرص الاحتلال على قمع المقدسيين، لكن دون الوصول لمحاولة التفريغ التام للأقصى، خوفا من تصاعد ردة الفعل المقدسية، في ظل تواجد أعداد كبيرة من المعتكفين".


ويؤكد معروف أن الاحتلال "يراوغ الشعب الفلسطيني في مدينة القدس، معتمدا على الضعف الرسمي العربي"، مشيرا إلى أن "هذه الأحداث تأتي في ظل ما يُتناقل عن مؤتمر البحرين الاقتصادي وصفقة القرن وإعلانها، وفي ظل تهافت رسمي عربي لإرضاء دولة الاحتلال الإسرائيلي".


ويرى أن "الاحتلال يعول على الضعف الرسمي العربي وقمع الشعوب العربية، لكي يمضي في مخططاته داخل المسجد الأقصى المبارك"، معتقدا أن "الاحتلال أخطأ هذه الرؤية والتوقعات، باعتبار أنه أهمل أهم عنصر في هذه المعادلة، وهو الشعب الفلسطيني داخل مدينة القدس وفي الداخل المحتل".

 

كثافة التواجد


وفي ما يتعلق بما هو مطلوب لمواجهة اقتحامات الاحتلال واعتداءاته المتكررة على الأقصى، يشدد معروف على أن "المقدسيين هم خط الدفاع الأول، وبالتالي فإنها تقع على عاتقهم مسؤولية الوجود والكثافة العديدة داخل المسجد"، مطالبا إياهم بعدم انتظار "المواسم الصهيونية لاقتحام الأقصى، وإنما إدامة الوجود الإسلامي في الأقصى بشكل كبير".


ويتابع قائلا: "على المستوى العربي والإسلامي، فإن الشعوب مطالبة بإيصال صوتها للمقدسيين بأنها تقف معهم، وبإيصال صوتهم للمسؤولين العرب بأن الشعوب العربية والإسلامية غير راضية عن طريقة معالجة هذه القضية لدى المؤسسات الرسمية العربية، وإنما يجب أن تقف مع أهلنا في القدس من كل النواحي سواء بإيصال رسائلهم إعلاميا أم دعمهم معنويا وماديا وبكافة الطرق الأخرى".


وكان مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أكد لـ"عربي21" أن "عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ 1058 متطرفا"، موضحا أن "المتطرفين وبحماية القوات الخاصة الإسرائيلية اقتحموا الأقصى، وحاصروا المصلين المعتكفين داخل المسجد القبلي وقاموا بإغلاقه بالجنازير، إلى جانب إغلاق المصلى المرواني على المعتكفين وهم بالداخل".

 

اقرأ أيضا: أوقاف القدس تحذر من خطورة اقتحام الأقصى وتدعو لشد الرحال


ولفت الكسواني إلى أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت واعتدت على المعتكفين والمصلين من النساء والأطفال والشيوخ في الساحات، ما أدى إلى إصابة 10 من المصلين إضافة لإصابات في المسجد القبلي، إضافة لإصابة بالغة لأحد المصلين وهو من ذوي الاحتياجات الخاص حيث يتم علاجه داخل المسجد القبلي".


وأردف: "كما اعتدت قوات الاحتلال على اثنين من الحراس بالضرب المبرح، إضافة للاعتداء على الطاقم الإعلامي لدائرة الأوقاف، واعتقال أكثر من ستة من المصلين".


وعلقت حركة حماس على هذه الاعتداءات بالقول إن "استمرار غطرسة الاحتلال في تدنيس المسجد الأقصى، لن يقود إلا إلى مزيد من التمسك الفلسطيني به، والاستبسال في الدفاع عن حرمته وقدسيته".


وطالبت الحركة في تصريح وصل "عربي21" الاحتلال الإسرائيلي "بتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الاعتداءات، والتي طالما قادت إلى موجات من التصعيد، عبر خلالها شعبنا عن غضبته للأقصى".

التعليقات (0)