ملفات وتقارير

هكذا تضامن مصريون مع المعتقلين في موجة الحر والصيام

حسب شهادات الأهالي، فإن "المعتقلين يخضعون للحالة المزاجية للضباط فيمارسون عليهم أشد أنواع العدوانية في الصيف
حسب شهادات الأهالي، فإن "المعتقلين يخضعون للحالة المزاجية للضباط فيمارسون عليهم أشد أنواع العدوانية في الصيف

مع إعلان الأرصاد الجوية في مصر عن بلوغ درجات الجرارة في البلاد أعلى معدلاتها، ووصولها إلى 45 درجة مئوية بالقاهرة، وأكثر منها بالصعيد، وفي ظل صيام رمضان، أطلق نشطاء حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وفتح الزنازين لهم؛ للتخفيف عن أكثر من 60 ألفا بالسجون وأماكن الاحتجاز، كما طالب بعض أهالي المعتقلين بإدخال مراوح وعصائر لهم بالزنازين.

أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، المهتم بملف المعتقلين، قال إنه "في الأعوام السابقة توفي العشرات من المعتقلين بالاختناق والانهيار الحراري في موجات الحر داخل الزنازين، وسيارات الترحيلات"، مضيفا أن المراوح والشفاطات موجودة ولا تفيد بشيء مع كثرة الأعداد بالزنازين".

وأكد لـ"عربي21"، أن "المعتقلين يواجهون أزمة كبيرة مع الحر في سيارات الترحيلات؛ نظرا لعددهم الكبير، وغلق السيارات المحكم، وتعمد بعض الضباط ترك سيارات الترحيلات تحت الشمس الحارقة لعدة ساعات، ما يحولها لفرن بمعنى الكلمة".

وأضاف -حسب شهادات الأهالي- أن "المعتقلين يخضعون للحالة المزاجية للضباط، فيمارسون عليهم أشد أنواع العدوانية في الصيف، ومثال على ذلك سجن الزقازيق العمومي".

 

وأشار إلى أن "المأساة تبلغ ذروتها في سجن العقرب شديد الحراسة، حيث الزنازين الانفرادية الخرسانية من جميع الاتجاهات، التي تعد فرنا بلا تهوية في الصيف، وثلاجة في الشتاء، بلا زيارة لشهور وأعوام".

وقال الحقوقي، رامي درويش، زوج الحقوقية المعتقلة سمية ناصف، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018،  إن "زوجتي محتجزة في زنزانة دواعي أمنية، مساحتها تقريبا لا تزيد على 4 متر في 5 متر، وبها حمام ومحتجز فيها 7 سيدات".

وأضاف لـ"عربي21": "طبعا معاناه كبيرة في الحر والصيام، ومع ارتفاع درجات الحرارة طلبنا من مأمور السجن السماح بإدخال 3 مراوح، فوافق على مروحتين، ولما ذهب الأهالي بهما سمحوا بمروحة واحدة، وكل زيارة نحاول إدخال الثانية لكنهم يرفضون".

وأوضح أن "الزنزانة بالطبع ليس بها ثلاجة أو كولمان مياه أو أي وسيلة لتبريد مياه الشرب، وعرض الأهالي على المأمور شراء ثلاجة، لكنه رفض".

وفي تعاطفه مع شقيقه الحقوقي المعتقل محمد أبوهريرة، هو وزوجته عائشة خيرت الشاطر، ابنة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذين تم اعتقالهما في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، قال محمود أبو هريرة: إن "الأمر يحزن القلوب ويدميها، ولا يوجد ما يصفه، إلا أن الله غالب".

وأضاف لـ"عربي21"، أن هذا هو الصيف الأول لأخي محمد في المعتقل هو وزوجته، ولأنه في الأصل ممنوع من الزيارة، ولا نعلم كيف يعاني في ظل هذا الحر المتزامن مع صيام رمضان، ولن نستطيع أن نقدم له ما يهون عليه ولا نعلم إن كانوا سيقبلون أم سيرفضون إدخال أي عصائر أو مروحة له"، معتقدا أنهم "حتى لو سمحوا بها فلن تنفع بشيء".

وقالت فاطمة الزهراء زكريا، زوجة الإعلامي المعتقل قبل 6 سنوات خالد حمدي: "يسمحون لنا على مضض بإدخال بعض الأدوية لزوجي في سجن العقرب، فكيف سيسمحون لنا بإدخال مروحة، ورغم أن حقهم الحصول على مياه باردة في هذا الحر، لكن نطالب بأن تدخل لهم مياه نظيفة على الأقل".

وأضافت لـ"عربي21": "زوجي يشتكي من كثرة الناموس والحشرات، خاصة صيفا، وسجن العقرب يمنع دخول أي مبيد حشري، وهو ممنوع من أقل حق من حقوقه ومن الزيارة منذ نيسان/ أبريل 2017، وتضرب إدارة السجن عرض الحائط بكل الشكاوي والمناشدات".

ودعت زوجة خالد حمدي المصريين والحقوقيين وكل من له قلب أن يتضامن معهم في هذا الحر، وبأن يكونوا صوتهم الذي يعبر عن معاناتهم والتضامن معهم، ورفض ممارسات التعذيب الممنهج ضدهم، ومنع الزيارة، والتريض، وغلق الكانتين، والحبس الانفرادي.

 

من جانبه، أكد المستشار محمد سليمان، نجل وزير العدل المعتقل في سجون الانقلاب المستشار أحمد سليمان، أن "التضامن مع المعتقلين لا يتوقف على موجة الحر التي تشهدها مصر؛ فهم في كل وقت يعانون مرارة الظلم والتدليس و الافتراء".

وقال القاضي المصري، لـ"عربي21"، إن "معظمهم إما في حبس انفرادي أو ممنوع من التريض أو ممنوع من الزيارة أو ممنوع عنه الرعاية الطبية".

وأضاف: "يعانون البرد القارس والحر الشديد، والتضامن معهم لا يقتصر على تلك الفترة، بل في كل لحظة يجب إبداء التضامن معهم ونصرتهم، وفضح الانتهاكات ضدهم، والمطالبة بتحريرهم من الأسر".

وعبر مواقع التواصل، طالب نشطاء -بمناسبة توقعات وصول الحرارة لـ50 درجة- بالإفراج عنهم عبر هاشتاغ "#خرجوا_المعتقلين"، و"#افرجوا_عن_مصر"، وسط سيل من الدعاء لهم.

 

 

فيما تحدث أخرون عن معاناة الأهالي في زيارة المعتقلين في هذا الحر.
التعليقات (0)