ملفات وتقارير

أغان شعبية ضد السيسي بالأفراح (شاهد)

من أبرز الأغاني الشعبية التي انتشرت بشكل واسع أغنية :افرض ضريبة" للمغني الشعبي أحمد سعد- فيسبوك
من أبرز الأغاني الشعبية التي انتشرت بشكل واسع أغنية :افرض ضريبة" للمغني الشعبي أحمد سعد- فيسبوك

بالتزامن مع الذكرى الخامسة لانقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الأغاني الشعبية المعارضة لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أبرزها "افرض ضريبة" للمغني الشعبي الشهير أحمد سعد، إلا أن الأبرز من أغنية "سعد" التي أثارت الجدل بين مؤيدي السيسي كان مجموعة أخرى من الأغاني التي انتشرت بالأفراح والمناسبات الاجتماعية.

ومن بين الأغاني التي حققت انتشارا واسعا أغنية "ارحل يا سيسي"، التي يؤديها مجموعة من الشباب المغمورين، خاصة أنها تتميز بإيقاع سريع وصاخب.

ومن بين الأغاني التي انتشرت أيضا بين سائقي التوك توك للمجموعة ذاتها "ملعون جنابك"، و"عسكر غشاشة"، و"ناس عايزة تعيش في أمان"، و"عشنا وشفنا.. العسكر خلاص حكمنا"، و"عالم فاسد".


 وتناولت كلمات بعض الأغاني الغلاء، وأخرى ما يحدث في السجون والمعتقلات، وثالثة تحدثت عن بيع الأرض والانصياع لإسرائيل ودول الخليج.

من جانبه، أكد "مجدي حكاية" أحد منظمي الحفلات والأفراح لـ"عربي21" أن الأغاني المعارضة لم تكن ضمن برنامجه بالأفراح والحفلات، لأن معظمها يغلب عليه الصبغة الدينية في الكلمات والألحان، ولكنه فوجئ بعدد من أصحاب الأفراح يقدمون له أسطوانة عليها مجموعة من الأغاني الشعبية في الكلمات والإيقاع والموسيقى، وعندما وجدها تناسب جو الأفراح قام بوضعها ضمن برامجه.

ويشير "حكاية" إلى أنه في البداية لم ينتبه للكلمات لأن "الهيصة" الموجودة في الأغاني وتفاعل الجمهور معها لم يتح له ذلك، حتى نبهه أحد العاملين معه، وهو ما دفعه للخوف في البداية، ثم عاد ليضيف عددا من الأغاني التي تنتقد الأوضاع الاقتصادية والأخرى الخاصة بالداخلية، لانتشار مثل هذه النوعية لمطربين آخرين مشهورين، وخاصة إذا كانت على شكل موال، وهو ما يلقى ترحيبا من الجمهور.

يقول المؤلف وكاتب الأغاني أحمد عبد الحليم لـ"عربي21" إن هذه النوعية من تمثل اختراقا مهما في مجال الأغنية الشعبية، باعتبارها الأكثر انتشارا بين الشباب والفتيات بالأفراح والمناسبات الاجتماعية المختلفة، والأهم انتشارها لدى سائقي التوك توك الذي يمثل وسيلة المواصلات الأولى بمصر الآن.

ويضيف عبد الحليم أن هذه الأغاني ليست دينية أو أناشيد، وإنما أغان شعبية بكل مواصفات هذه الأغاني، وهو ما يمثل تطورا في فكرة الأغنية المعارضة، وهو الفن الذي احتل مساحة جيدة بعد انقلاب السيسي تحديدا، مثل أغاني حمزة نمرة ومصطفى أمين وغيرهم من المنشدين الذين حولتهم الظروف والإمكانيات لمطربين، ويضاف إليهم الفئة الجديدة من مطربي الأغاني الشعبية المعارضة.

ويرى عبد الحليم أن هذه النوعية من الأغاني تنتشر بشكل كبير؛ نظرا للطبيعة العاطفية للشعب المصري الذي يعشق الموال والأغاني الحزينة التي يبكي من خلالها على حاله، لأنها تلامس مشاكله وهمومه، مستدلا بأغنية المطرب أحمد سعد "افرض ضريبة عل الكلام"، رغم أنها ليست مسجلة، وإنما كانت من خلال فيديو نشره سعد عبر صفحته، إلا أنها أثارت ردود أفعال واسعة.

وتحفظ عبد الحليم على ما اعتبره البعض بأن أغنية "سعد" محاولة حكومية لتفريغ غضب الشعب المصري بعد الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، موضحا أنه في كل الأحوال فإن أرشيف الأغنية سوف يسجلها باعتبارها رصدا للواقع المصري خلال هذه الفترة، كما أنها سوف تفتح الباب لغيرها من الأعمال التي ربما لن ينالها الاتهام ذاته.

ويتفق الباحث السياسي أسامة أمجد مع أن انتشار الأغاني الشعبية تمثل وسيلة من وسائل التعبير الناعم عن الأوضاع السياسية، خاصة أن طريقة عرض هذه الأغاني من خلال برامج مواقع التواصل الاجتماعي جعلها أكثر وأسهل انتشارا، وجعلها تصل لآلاف المتابعين بمصر وخارجها.

ويضيف أمجد لـ"عربي21" أن تطور وسائل المعارضة أمر بغاية الأهمية، ويتطلب التفكير خارج صندوق الأحزاب والقوى السياسية، كما أنه يستفيد من خبرات وطاقات مئات الشباب الذين لا يميلون للأحزاب والجماعات السياسية، وهو أسلوب ليس بجديد، ولكنه يتماشى مع تطور العصر.

ويشير أمجد إلى أن فترة الستينيات والسبعينات كانت أغاني الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، ومن قبلهم بيرم التونسي وصلاح جاهين وغيرهم، عامل مهم في نشر الوعي السياسي بأن هناك أصواتا تعارض الأنظمة الحاكمة، وتتحدث عن هموم الشعب ومشاكله بشكل يلامس عواطف الجماهير، ومع تطور وسائل الاتصال الحديثة واختلاف التكوين الثقافي والسياسي، جعل الأغنية الشعبية هي عنوان هذه المرحلة.

ويضيف الباحث السياسي أن الحالة المصرية تعيش حالة من صراعات حروب الجيل الرابع، وهي الحروب التي تعتمد على الإعلام ووسائله المختلفة، وهو ما يبرر حرص نظام السيسي في السيطرة على كل وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وحتى كرة القدم سيطر عليها من خلال حق رعاية المنتخبات والفرق من خلال شركات تتبع المخابرات مباشرة، وهو ما يجب على معارضيه أن يتعاملوا بالأسلوب ذاته، باعتبار أن الإعلام أصبح عاملا مؤثرا في حسم الحروب والصراعات السياسية المحلية والدولية.

 

 

 

 

التعليقات (0)