لا بأس من بعض التاريخ لفهم ما يحدث في "دائرة الطباشير"، وهو اسم مسرحية شهيرة لبرتولد بريخت استعاد فيها قصة للنبي داود عليه السلام؛ إذ جاءته امرأتان قد أكل الذئب أحد ابنيهما فتختصمان على الباقي، وجعل بريخت الخصومة بين ملكة وخادمة
شاهدت تقريراً على البي بي سي البريطانية يمدح أبا فلة الكويتي، ويزعم أنه استطاع تحقيق ما عجزت عنه الجيوش الخضارم.. أعزل من أي محتوى أو تحليل كوميدي أو تراثي، بصوته وصياحه ودموعه وابتساماته، فلمن ادّخرتَ الصارم المصقولا يا صاحب الكرامات..
أصاب صناع الفيلم في اختيار اسمه فهو يناسب حال المواطن الأمريكي الحبيس في زنزانة هاتفه، أو في صندوق التلفزيون. الإنسان هو مارد القمقم الذي حبسه مخترعو قماقم وسائل التواصل الزجاجية.
تعب المسلمون من الحروب والوقوف على أبواب الأفران والنزوح في البراري والبحار، وآن لهم أن ينعموا بمباهج الحياة الدنيا الالكترونية، ويأثموا بأئمة هدى الكوميديا وصراط المغامرات المثيرة
يعرف حكام الغرب القاعدة السياسية التي عرفها مكيافيلي قديما وذكرها في كتابه الأمير، والتي تقول إنّ الشعوب تحنُّ الى الطاغية الراحل بعد سنة أو سنتين من الثورة عليه، فيبادر الغرب إلى الاحتفاظ بالملك القديم أو أهم رجاله في الثلاجة السياسية لزراعته من جديد عند اللزوم
وسائل التواصل الحبارية سمّ بطيء، وهي غير ديمقراطية، فهي مراقبة جداً، حتى إن ترامب، رئيس أمريكا القوي عجز عن التغريد، فوسائل التواصل أدوات تجسس محكومة بعقائد صناع اللعبة