إسرائيل تتمنى التخلص من غزة بطريقة تختلف عن طريقة شارون الذي انسحب منها وتركها وثبت أنها طريقة غير ناجحة، ومشروعها اليوم عبر العدوان العسكري محاولة للتخلص من السكان أو نصفهم، وتتمنى أن تكون نهاية الحرب إدارة مصرية أو عربية وهو خيار رفضه الأردن ورفضته مصر.
العلاقات العربية بالنسبة للأردن بقيت عنصرا مهما جدا، يحرص على تطويرها أو تجاوز أجزائها الضعيفة ويغمض عيونه كثيرا عن عبث هنا أو هناك، فالجغرافيا قدر وأزمات الإقليم لا يمكن مواجهتها دون العرب أو بعضهم، ومؤكد أن هناك علاقات كثيرة عربية أردنية راسخة وقوية وحافلة بالصدق والمساندة المتبادلة في أصعب الظروف.
تاريخ العالم العربي، وتحديدا دول المشرق العربي، حتى قبل استقلال معظم دوله، كان صراعا بين عدد من القادة والدول على النفوذ الإقليمي، وصراعا على بعض الملفات الكبرى وتحديدا القضية الفلسطينية، وهذا الصراع في بعض مراحله وصل إلى حد استخدام سياسة الاغتيالات، وأحيانا كانت جيوش بعض القادة الكبار تدخل عواصم دول شقيقة.
علينا ألا نغمض عيوننا عن أن العدوان الصهيوني في كل مرحلة له عنوان، فاليوم حرب على الجهاد الإسلامي وقبل ذلك على حماس، وفي الحالة العربية والفلسطينية هنالك خصوم ورافضون لحماس أو للجهاد، ومن ثم ينعكس هذا على التعامل مع العدوان، ولو بشكل غير علني.
في علاقات الدول ليس هناك دولة تتعامل مع الدول بعقلية الأب والام، وحتى في دائرة الحلفاء فان هناك لحظات ومحطات ترمي الدول الكبرى ابناءها في البحر او تتركهم يواجهون مصيرهم الاسود، وتبدأ ببناء علاقات مع القادم.